التخطي إلى المحتوى
الأوقاف تعلن موضوع خطبة عيد الأضحى

أعلنت وزارة الاوقاف، عن مضمون خطبة عيد الاضحى المبارك للعام الهجري 1444، والتي جاءت بعنوان “الابن البار إسماعيل عليه السلام”، وإليكم نص خطبة عيد الاضحى المبارك:

خطبة عيد الأضحى والابن البار إسماعيل (عليه السلام)

“نص خطبة عيد الأضحى المبارك: “الحمد لله رب العالمين، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا، والحمد الله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فإن عيد الأضحى يوم عيدنا الأكبر، موسم البشر والسرور، والفرح والسعادة بفضل الله تعالى وكرمه، حيث يقول الحق سبحانه: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)، وعندما قدم نبينا (صلى الله عليه وسلم) المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية، قال: إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الفطر، ويوم النحر).

 

خطبة عيد الأضحى

وعيد الأضحى يوم عظيم مشهود من أيام الله تعالى؛ حيث يفرح فيه حجاج بيت الله الحرام بأداء مناسكهم، كما يفرح المسلمون بفضل الله عليهم في العشر، وشعيرة الأضحية، ولقاء الأهل والأحبة، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر)؛ ويوم القر: هو اليوم الثاني الذي يلي يوم النحر؛ لأن الناس يقرون فيه يمني بعد أن فرغوا من أعمال يوم النحر.

 

والأضحى عيد التضحية والبذل والعطاء والبر، فهذا خليل الرحمن إبراهيم (عليه السلام) بعد أن بلغ من الكبر عتيا رزقه الله تعالى ولدًا، ثم رأى إبراهيم (عليه السلام) في منامه أنه يذبح ولده إسماعيل (عليه السلام) بعد ما بلغ سن الصبا، وفرح به قلبه، وفرت به عينه، حيث يقول الحق سبحانه: فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين، فما كان من الابن البار إسماعيل (عليه السلام) إلا أن قال مسلما لأمر ربه: {يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين}.

 

ولأن الفرج ملازم للشدة، والعسر يأتي بعده اليسر؛ والبر عاقبته الخير؛ كان الفداء من الله (عز وجل) لإسماعيل (عليه السلام)؛ حيث يقول الحق سبحانه: {فلما أسلما وتله للجبين * وناديناه أن يا إبراهيم * قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين * إن هذا لهو البلاء المبين *وفديناه بذبح عظيم * وتركنا عليه في الآخرين * سلام على إبراهيم * كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين}.

خطبة عيد الأضحى

ولتلك التضحية العظيمة، ولذلك البر النادر؛ رفع الله تعالى للخليل إبراهيم (عليه السلام) الذكر الحسن، والثناء الجميل، وجعله أمة وحده، حيث يقول الحق سبحانه: (إن إبراهيم كان أمة قاينا الله حنيفا ولم يك من المشركين)، كما رفع الحق سبحانه ذكر سيدنا إسماعيل (عليه السلام) في القرآن الكريم، حيث يقول سبحانه: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا * وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضياء)، وصارت الأضحية سنة أبينا إبراهيم (عليه السلام)، وسنة نبينا عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) عن الأضحية: (سنة أبيكم إبراهيم).

 

الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

لا شك أن الأعياد فرصة عظيمة لتقوية الروابط الاجتماعية بين الأقارب والأرحام، والناس جميعا، ونشر المودة والرحمة والأخوة، وتقوية الصلات وتفريج الكربات، حيث أخبر نبينا (صلى الله عليه وسلم): (أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى، فارصد الله على مدرجيه ملكا، فلما أتى عليه، قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية، فقال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا غير أني أحببته في الله، قال: (فإني رسول الله إليك بأن الله (عز وجل) قد أحبك كما أحببته فيه)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام فمكم)، ويقول (عليه الصلاة والسلام): (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة).

خطبة عيد الأضحى

هكذا تكتمل فرحتنا بالعيد، ويكون شكرنا الله سبحانه على ما تفضل به علينا وأنعم، يقول سبحانه: (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون”.