التخطي إلى المحتوى
اليوم.. مهرجان الإسكندرية السينمائي يتحدى كورونا والأزمة المالية بافتتاح الدورة 36

 تنطلق الدورة 36 لمهرجان الإسكندرية السينمائى لأفلام دول حوض البحر المتوسط، وسط ظروف عديدة صعبة، وتحديات كثيرة، تواجه إدارة المهرجان، التى أصرت على إقامة الدورة ومواجهة كل العقبات.
وتحت حصار فيروس كورونا، والأزمة المالية الطاحنة التى كادت أن تعصف بهذه الدورة نتيجة للتداعيات التى حدثت بسبب هذا الفيروس، إلى جانب الظروف المناخية التى تشهدها محافظة الإسكندرية هذه الأيام وهطول الأمطار المستمر، تنطلق فعاليات الدورة الجديدة التى تبدأ اليوم 7 فبراير وتستمر حتى 12 من ذات الشهر.
وقال الناقد الأمير أباظة، رئيس المهرجان، لـ«الشروق»: إنه متفائل بالعبور بالدورة إلى بر الأمان مؤكدا: «مخطئ من يظن أن الدورة 36 هى الأصعب فى تاريخ المهرجان فلقد واجهنا من قبل ما هو أصعب حينما صممنا على إقامة المهرجان عام 2013، حينما كانت الجماعات الإرهابية تهدد بإراقة الدماء فى كل مكان، وأقمنا الدورة فى حماية الدبابات، وتحدينا كل التهديدات والمخاوف، وعليه أنا متفائل بأننا قادرون على العبور بالمهرجان لبر الأمان، فنحن نواجه وباء عالميا، والكل يعلم حاليا كيفية تفاديه، باتخاذ الإجراءات الاحترازية، ومن ناحيتنا قمنا بالتعاقد مع إحدى الشركات الخاصة لتوفير الكمامات والكحول مجانا لضيوفنا وتوفير سيارة إسعاف طوال أيام الفعاليات».
وعن الأزمة المالية الطاحنة التى تواجه المهرجان هذا العام قال: اعتدنا أيضا على التعامل مع هذه الأزمة، فهذه ليست المرة الأولى التى نعانى منها، رغم أنها أكبر بكثير من الأزمات السابقة، فميزانية العام الماضى كانت 3 ملايين جنيه وهو رقم قليل بالمناسبة، لكن كان يتضمن مساهمة من الرعاة، الآن نحن نعتمد كلية على دعم وزارة الثقافة، وبالتالى كان لهذا تداعيات كبيرة علينا، منها أننا اضطررنا لتقليل عدد الضيوف وتقليص أيام وأنشطة المهرجان.
وعن سبب تغيير بوستر المهرجان الذى تصدره صورة هيباتيا الذى أثار أزمة مع مهرجان «الإسكندرية للفيلم القصير» لأن هيباتيا هى جائزة الأخير قال: «استجابة لقرار اللجنة العليا للمهرجانات التى طلبت تغيير البوستر لهذا السبب، رغم أن هيباتيا كان تتصدر بوستر مهرجاننا فى دورة سابقة، ولكن لأننا نرفع شعار «سينما ضد التطرف والإرهاب» لهذا العام، فرأيت أن نترجم شعارنا ونكون ضد التعنت أيضا، وعليه قمت بتغيير البوستر متقبلا قرار اللجنة بصدر رحب.
وعن مدى صحة ما يتردد عن اعتذار الفنانة رغدة حضور الحفل لاستسلام تكريمها قال: رغدة لم تعتذر عن التكريم، فقط اعتذرت عن عدم حضور الحفل لسفرها المفاجئ لسوريا، وإن شاء الله سوف يتم تكريمها بعد عودتها لمصر.
وعن تفاصيل حفل الافتتاح، قالت ميرفت عمر نائب رئيس المهرجان: «بداية نحن قررنا تغيير مكان حفل الافتتاح من المسرح الرومانى، كما كان مقررا من قبل، إلى مسرح محمد عبدالوهاب، وذلك لأن المسرح الرومانى مكشوف، وفى حالة هطول الأمطار لن يمكننا حماية الضيوف، إذ إن المسرح لا يوجد به أى مكان مغطى يحتمى به الضيوف، بخلاف مسرح محمد عبدالوهاب فهو يتمتع بإمكانيات تساعدنا على تفادى الأمطار، وتجنبها، فرغم أنه مسرح صيفى بالأساس، لكن به أماكن مغطاة نستطيع الاحتماء بها فى حالة هطول أمطار، كما أنه يتمتع بمساحة كبيرة لاستقبال الضيوف فى الهواء الطلق، وهو شرط الدولة لإقامة أى حفل فى هذه الظروف الصعبة التى يواجهها العالم كله بسبب وباء «كورونا»، وفى نفس الوقت هو مسرح تاريخى، وتم تجديده أخيرا ومده بأحدث الإمكانيات، وهذا المسرح له مكانة كبيرة بين مسارح الإسكندرية ومصر عموما، فلقد أقيمت به حفلات أضواء المدينة، ووقف على خشبته كبار المطربين أمثال الراحلين محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وداليدا ووردة وغيرهم.
وتابعت نائب رئيس المهرجان: من المقرر أن يشهد حفل الافتتاح الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، واللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، والناقد الأمير أباظة رئيس المهرجان، والفنان عزت العلايلى المهداة له دورة هذا العام، وعدد كبير من النجوم، والضيوف ورجال الإعلام، ويتضمن برنامج حفل الافتتاح عرض أوبريت غنائى إخراج محمد مرسى مدير مسرح بيرم التونسى، وإعلان أسماء المحكمين والدول المشاركة، ويختتم الحفل بتكريم رموز الفن، وهم الفنان صلاح عبدالله والمخرجة إيناس الدغيدى ومدير التصوير والمخرج محسن أحمد، على أن يتم تكريم لبنان فى حفل الختام وهى دولة ضيف شرف هذه الدورة بحضور كل النجوم اللبنانين المتواجدين فى المهرجان منهم الفنانة كارول سماحة والمخرج أسد فولادكار.
جدير بالذكر أنه تم تقليل مسابقات وفعاليات المهرجان لهذه الدورة تأثرا بالأزمة المالية والظروف الصعبة التى تواجهها، واكتفى المهرجان بالمسابقتين الرئيسيتين فقط، وهما الفيلم الروائى الطويل وتضم المسابقة نحو 11 فيلما، منها الفيلم المصرى «قابل للكسر» بطولة حنان مطاوع وإخراج أحمد رشوان، والفيلم السورى «غيوم داكنة» إخراج الفنان أيمن زيدان، والفيلم اللبنانى «بالصدفة» بطولة كارول سماحة، ومسابقة الفيلم القصير، والتى يشارك فيها نحو 19 فيلما، على ان يتم عرض 4 أفلام روائية طويلة خارج المسابقة، واحتفاءا بدولة ضيف الشرف «لبنان» سوف يتم عرض 10 أفلام.
كما يقام على هامش الفعاليات مسابقة ممدوح الليثى فى السيناريو وترأس لجنة تحكيمها المخرجة إنعام محمد على، كما تقام بعض الاحتفاليات بمئوية عدد من صناع الفن، فهناك مئوية مدير التصوير عبدالعزيز فهمى، الذى يعد من رواد هذا الفن فى مصر والعالم العربى، ولقب بفنان الضوء، وهو اللقب الذى أطلقه النقاد عليه. هذا الفنان الذى رحل عن عالمنا فى مارس 1988، بعد أن وقف خلف الكاميرا أكثر من خمسة وأربعين عاما، ومئوية الفنان فريد شوقى هذا النجم الوحيد الذى منحه الجمهور ألقابا، لم تمنح لغيره فى تاريخ السينما المصرية، منها «ملك الترسو» و«وحش الشاشة»، وظل يحتفظ بنجوميته، حتى آخر يوم فى مشواره الطويل، وأخيرا مئوية المخرج الإيطالى فيدريكو فيلينى، وهو مخرج وكاتب سيناريو إيطالى، مواليد 20 يناير 1920 فى رومانيا، صُنفت معظم أفلامه ضمن كلاسيكيات السينما العالمية، وتزوج فيلينى من الممثلة الإيطالية جوليتا ماسينا فى عام 1943 وظلا معا حتى وفاته فى 31 أكتوبر 1993 بروما إثر أزمة قلبية.