سحب بركان أثيويبا تغطى شبه الجزيرة العربية وتمتد للهند

شهدت إثيوبيا أمس، ثورانا بركانيا كبيرا من جبل «هايلى جوبي» الواقع ضمن سلسلة جبال إرتا آلى بمنطقة داناكيل النائية.
وانطلق الثوران فى الساعة 8:30 صباحا بالتوقيت المحلي، حيث يبعد البركان حوالى 15 كيلومتراً جنوب شرق بركان إرتا آلى الشهير ذى النشاط المستمر، وتسبب الانفجار البركانى فى تكوين عمود هائل من الرماد البركانى ارتفع إلى علو يتراوح بين 10 و15 كيلومترا، وامتدت سحابته فوق أجزاء من جنوب غرب شبه الجزيرة العربية
وقذف بركان أثيوبيا حممه لأعالى السماء ليصل تاثيره على اليمن ليتساقط الرماد فيما حذرت السلطات اليمنية من الخروج من المنازل ولبس الكمامات لخطورة الموقف وتسمم الهواء.
ومن المتوقع أن تتسبب حركة الرياح فى امتداد السحابة البركانية الكبريتية لتصل الى عمان خلال الساعات القليلة المقبلة وقد تصل الى الهند.
وكشفت بيانات الأقمار الاصطناعية أيضا عن «انبعاث كمية كبيرة من غاز ثانى أكسيد الكبريت مع الثوران، فيما لا تزال التفاصيل عن هذا الحدث محدودة بسبب بعد المنطقة عن التجمعات السكانية وصعوبة الوصول إليها، مما جعل بيانات الأقمار الاصطناعية المصدر الرئيسى للمعلومات».
يذكر أن بركان هايلى جوبى لم يسجل له أى ثورات خلال الآلاف السنين الماضية، مما يشير إلى أن هذا الثورين قد يأتى بعد فترة سكون طويلة، لكن السجلات التاريخية لمنطقة داناكيل تظل ناقصة فى العادة، بينما تبقى الدراسات الجيولوجية محدودة بسبب وعورة المنطقة وظروفها القاسية التى تجعلها واحدة من أكثر بقاع العالم غير الصالحة للعيش.
وأوضح» أتالاى آيلي»، رئيس قسم علم الزلازل بمعهد الجيوفيزياء وعلوم الفضاء والفلك فى جامعة أديس أبابا، أن انفجار بركان إرتال مرتبط بظاهرة «تناول الصخور المنصهرة النشطة».
وأشار «آيلي» إلى أن الجزء السفلى من منطقة دنكيل يعتبر منطقة نشطة لوادى الغرق، حيث تتشكل صخور مذابة بانتظام، مما يؤدى إلى انفجارات بركانية متفاوتة القوة.
وحذر رئيس قسم علم الزلازل من أن انفجار بركان إرتال قد يتسبب فى قذف الحصى والحجارة فى السماء، وما يصاحبها من دخان كثيف وحرائق محتملة، داعيا السكان المحليين إلى اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة للحماية.
يذكر أن بركان إرتال يعد من البراكين النشطة فى إثيوبيا، وشهد انفجارات مماثلة عدة مرات فى السنوات الماضية، مما يجعله محور اهتمام مستمر للباحثين والمجتمع المحلى.
وأكد رئيس مركز رصد ودراسة الزلازل والبراكين فى محافظة ذمار اليمنية، المهندس» محمد حسين مطهر الحوثى»، أن ثوران بركان ارتال فى عفار بإثيوبيا، يمثل سلوكا نموذجيا للبراكين الدرعية مترافق مع البقعة الحارة لمنخفض عفار.
وأضاف «الحوثى» أن الغبار البركانى الناتج عن هذا النشاط قد وصل إلى عدة مناطق يمنية، منها مديريات الجراحي، وحيس، وبعض مديريات إب، ومناطق فى وصاب غرب ذمار.
وأشار إلى أن المركز يقوم بمتابعة النشاط البركانى لبركان إرتال، وتأثيره على المناطق المجاورة، وخاصة المناطق اليمنية عن كثب وأولا بأول.
وأوضح أنه لا يوجد أى أى مخاطر مع نشاط بركان ارتال فى عفار على المناطق اليمنية، حتى صباح أمس الاثنين.
ودعا الحوثي، مواطنيه إلى ضرورة الوقاية من الغبار البركانى، عبر لبس الكمامات والابتعاد عنه خصوصا مرضى الجهاز التنفسى فى تلك المناطق.
ودعت مصلحة الدفاع المدنى اليمنى الى اتخاذ تدابير، حراء ثوران بركان فى أثيوبيا.
وقالت المصلحة فى بيان، إن «موجة غبار بركانى قادم من اثيوبيا، وعلى الجميع ارتداء الكمامات، وتغطية المياه المكشوفة، وغسل الوجه والأطراف فى حال لامست الرماد البركانى».
وأضافت: «يتم البقاء داخل المنازل مع إغلاق الأبواب والنوافذ جيدا، وتجنب البقاء فى الهواء الطلق».
ووصلت السحابة البركانية إلى سماء عدد من مديريات محافظة الحديدة اليمنية بينها مديريتا الجراحى وحيس ، وبعض مديريات محافظة إب، ومناطق فى وصاب بمحافظة ذمار بالتزامن مع نشاط بركان أثيوبيا.








