التخطي إلى المحتوى
الدكتور ” وائل الشحات ” : مزايا جراحة المناظير للأطفال

يقول الدكتور ” وائل الشحات ” أستاذ و استشاري الجراحة العامة وجراحة الاطفال طب الزقازيق :

جراحات المناظير لا تقتصر على سن معين من الكبار والصغار ولا على جنس معين من الرجال والنساء ولكنها مهيئة للعمل تحت أي ظرف ولأي شخص مهما كان سنة، جراحات المناظير تستخدم بكثرة فى حالات الأطفال التي قد تحتاج الى تدخل جراحى، أجسام الأطفال ذات هشاشة وليونة كبيرة لذلك فلابد من الحرص أثناء التعامل معها، وهذا هو سر أهمية المناظير الطبية فى التدخلات الجراحية لكافة أمراض الأطفال، وقد تطورت المناظير بشكل كبير فى الأونة الأخيرة حتى إنها قد شملت قدرة كبيرة على التعامل بدقة مع أجسام الأطفال.

جراحة المناظير لدى الأطفال قد شملت الكثير من برامج مكافحة الأورام والسرطانات، حيث يتم استخدام المنظار الطبي الأن فى استئصال الطحال والأمعاء بالإضافة الى ربط المعدة من أجل علاج الأرتجاع المريئى الذي قد يُصاب به الأطفال، كما أن المناظير الطبية تستخدم فى إزالة السرطانات التي تُصيب الأطفال.

كيف تم استخدام المناظير فى علاج الأطفال؟
لقد بدأ استخدام المناظير فى عام 1989م فى علاج الأمراض المتعلقة بالبالغين من الشباب وكبار السن فى استئصال المرارة بالإضافة الى بعض الأمراض الأخرى، ومع مرور الزمن وتطور المنظار بشكل كبير فقد تم استخدام المنظار الجراحى فى علاج الاطفال وذلك فى عام 1990 وقد تطور الأمر بعد ذلك حتى شمل كل الأشياء المتعلقة بالأطفال وصحتهم .

المنظار الطبي مجهز بصورة دقيقة تمكنه من التعامل مع جسم الطفل بسهولة كبيرة حيث يحتوى كل منظار على تلسكوب يحتوى على عدسات دقيقة بداخل كاميرا إلكترونية صغيرة جداً تدخل الى جسم الطفل وتوفر صور واضحة على شاشة المراقبة المتواجدة أمام الطبيب، كما يمكن الإحتفاظ بتلك الصور والرجوع إليها مرة أخرى، يتم إدخال المنظار داخل المنطقة المرادة فى الجسم عن طريق فتحات صغيرة بعد أن يتم ضخ غاز معين داخل الجسم لسهولة حركة المنظار فى الداخل.

تتم العمليات الجراحية بالمنظار للأطفال بعد إعطائهم المخدر المناسب مع وضع الطفل على طاولة عمليات مناسبة توفر إمكانية لوضع الطفل فى كافة الاوضاع خلال إجراء العملية، يمكن بعد ذلك تشخيص المرض بدقة وتحديد أماكن تواجد الأورام والسرطانات واستئصالها فيما بعد، المنظار الطبي مفيد جراحياً أكثر من إفادته الكبيرة فى مجال تشخيص المرض وهو ما يجعلة أحد أفضل الأجهزة الطبية التي تعالج الأطفال فى الوقت الحالى.

يجب أن يعلم الجميع بأن الأوضاع الصحية الحرجة للأطفال والتي تتطلب التدخل الطبي السريع لا يمكن علاجها بواسطة الطرق التقليدية لأنها تحتاج الى رعاية كبيرة وتشخيص دقيق للمرض قبل علاجة، يعتبر الوقت هو أهم الأشياء فى حالات الأطفال الصعبة، لذلك فإن أخصائى جراحة المناظير وأطباء الأطفال يعتمدون بشكل كبير على تطوير مهارتهم فى استخدام المنظار الطبى من أجل تقديم خدمة علاجية جيدة للأطفال.

يمكن للأطفال الحصول على مزايا المنظار الجراحى حيث يتم استخدام المنظار فى عمليات الأطفال والتي يمكن بعدها للأطفال مغادرة المستشفى بعد أقل من يوم واحد فقط وتعتبر تلك أحد أهم مميزات المنظار الجراحى والتي قد حصل عليها الأطفال أيضاً ، فإذا كان يعانى الطفل من مشاكل متعلقة بالأنف والأذن والحنجرة أو مشاكل تتعلق بالمعدة او الجهاز التناسلى فإن المنظار يمكنه إجراء كافة تلك العمليات فى وقت قصير جداً وبعدها يتمكن الطفل من العودة لمنزلة دون الحاجة لبقائه فى المستشفى فترة أطول من ذلك، قد تستمد مرة رعاية الطفل فى المستشفى ليوم واحد فقط ولكن بعدها يمكن لأهله أصطحابه لخارج المستشفى وممارسة حياتة بكل بساطة.

العمليات الجراحية للأطفال تتم بأسلوب أخر يختلف عن البالغين حيث يتم إعطائهم المخدر عن طريق الفم أو الأنف أو فتحة الشرج وذلك حرصاً على عدم شعور الطفل بالألم، الأطفال يشعرون بالألم بسرعة كبيرة ولا يمكنهم السيطرة على أنفسهم لذلك فإن المنظار كان خير علاج لهم وذلك لأنه يخترق فتحات صغيرة أثناء العملية والتى لا تؤثر بدرجة كبيرة على الأطفال بعد ذلك لذلك فهى بالتأكيد أفضل الطرق المتبعة فى علاج الأطفال مقارنة بالطرق التقليدية والتي تعتمد على فتح أجزاء كبيرة فى جسم المريض من أجل إجراء العملية والتي يصاحبها ألم كبير بعد العملية لن يطيقه الطفل.

لا تستمر عملية المنظار إلا لساعات قليلة وبعدها سوف يفيق الطفل من غيبوبته الناتجة من المخدر وبمرور الوقت سيزول أثر المخدر الموضعى أيضاً وقد يبدأ الطفل بالشعور بالألم نتيجة النغزات البسيطة فى أماكن دخول المنظار ولا يمكن للطفل تناول الطعام أو الشراب إلا بعد زوال أثر المخدر من جسمه نهائياً، كما يمكن تخفيف ألام الطفل عن طريق بعد المسكنات والتي لا يُحبذ تناولها بكثرة للأطفال، يجب بعد إنتهاء العملية أن يتم التأكد من مدى ثبوت ضغط الطفل والتأكد من نسبة السكر فى الدم حتى لا يتعرض الطفل لحالات من الصرع أو الهلوسة والتي قد تؤثر على مخه ووظائف جسدة.

من أهم الجراحات التي قد يحتاجها الأطفال هى عمليات إنغلاق اليافوخ المبكر والتي تُسبب تشوهات فى جمجمة الطفل، وتهدف الجراحة الى تحسين شكل الطفل بالإضافة الى تخفيف الضغط الواقع على مخ الطفل ومنحة فرصة للنمو بصورة طبيعية، وهناك عدة طرق متواجده لعلاج إنغلاق اليافوخ المبكر وهما العمليات الجراحية التقليدية وعمليات الجراحة بالمنظار، بالتأكيد فإن جراحة المنظار ستكون أفضل للطفل عن الطريقة التقليدية والتي تقوم بعمل شق كبير فى فروة الرأس مع إعادة تشكيل عظام الجمجمة عن طريق المسامير والشرائح المعدنية وتحتاج تلك العملية الى راحة كبيرة بعد إجرائها فهى تستغرق ساعات كثيرة.

أما فى حالة جراحات المنظار فهناك مزايا كثيرة أهمها:-

1. يحتاج الطبيب حوالى ساعة واحدة من أجل إجراء العملية للطفل.
2. ينتج عن العملية ورم أقل فى فروة الرأس بالإضافة الى فقد كميات قليلة جداً من الدم مقارنة بالطريقة التقليدية.
3. لا يحتاج الطفل الى البقاء فى المستشفى لفترة تزيد عن يوم واحد، فهو سيتماثل للشفاء بعد زوال المخدر والألم اللحظى الذي لا يستمر كثيراً بعد العملية.

يعانى الأباء والأمهات من قلق كبير عند إجراء تلك العمليات الجراحية لأبنائهم ويخافون من عدم قدرتهم على استحمالها، هذة الأمراض التي تستدعى التدخل الجراحى تضع الأهل فى وضع صعب بسبب خوفهم على أبنائهم فى مرحلة ما بعد العملية ولكن المنظار الجراحى قد وضع حداً من الأمان والثقة في قلوبهم بسبب سهولتها الكبيرة وعدم حاجتها للفتح والساعات الطويلة التي تشتهر بها العمليات التقليدية.

وهاهو المجال الطبي يزدهر بمثل تلك الاَلات التي توفر الراحة للناس فى كل مكان وهذة المرة فإن المنظار قد أراح الأطفال ووفر عنهم العناء ومنحهم فرصة للتخلص من أمراضهم بصورة سهلة وغير مؤذية على الإطلاق.