التخطي إلى المحتوى
مؤامرة كلينتون: نشر الفوضى خلال «أحداث 25 يناير»
أظهرت رسائل البريد الإلكترونى الخاص بهيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، طبيعة النهج الذى اتبعته إدارة الولايات المتحدة أثناء حكم الرئيس السابق باراك أوباما، تجاه الأوضاع فى مصر قبل وبعد تنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك.
وأوضحت الرسائل تفاصيل المؤامرة بين الإدارة الأمريكية وجماعة الإخوان الإرهابية لزيادة العنف فى الشارع المصرى أثناء ثورة يناير ٢٠١١ وبعدها، مع السعى لتقويض جهود المجلس العسكرى فى السيطرة على الأوضاع، للسماح للأحزاب الإسلامية بالسيطرة على الحكم وصياغة الدستور.
وأكدت رسائل بريد، بتاريخ ٢٤ فبراير ٢٠١١، سعى فريق كلينتون فى وزارة الخارجية الأمريكية لتأجيج الأوضاع فى مصر.
وكشفت رسائل ذلك اليوم عن أن جوديث ماكهيل، وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشئون الدبلوماسية العامة حينها، بعثت رسالة بريدية إلى كلينتون، ومستشارها سيلفان جاكوب، وهوما عابدين، أكبر مساعديها وإحدى المقربات منها، وأرفقت بها مقطعًا مصورًا لأيمن الظواهرى، زعيم تنظيم «القاعدة» الإرهابى، يتحدث فيه عن وجوب انتهاج العنف ضد الأنظمة الحاكمة فى الشرق الأوسط بدعوى نشر الحكم الإسلامى.
وقالت «ماكهيل» فى بريدها لكلينتون: «أرسل إليك رابطًا لمقطع مصور لـ(CSCC)- مركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية- يظهر الظواهرى يتحدث عن استحالة التغيير السلمى، مع عرض مشاهد الفرحة العارمة فى مصر»، أى فرحة المصريين بخلع مبارك.
وأوضحت «ماكهيل» أن هناك عددًا من الجمل التى يمكن العمل عليها فى مقطع الظواهرى، الذى أدلى به عام ٢٠٠٨، من بينها «لا أمل فى إزالة الأنظمة الفاسدة فى البلدان الإسلامية إلا بالقوة، ولا توجد فرصة لإحداث التغيير من خلال العمل السلمى، فليعطنى أى شخص يختلف عن هذا الرأى مثالًا واحدًا».
وأشارت إلى أن المقطع المصور سجل، وقت نشره، ٥٥ ألف زيارة، وتابعت: «نحن نبحث عن طرق لدفع الأمور إلى أبعد مدى، أعتقد أنه أمر جيد حقًا، ويبدو أن الجمهور يتفق معه، من الواضح أننا نحتاج للقيام بهذا النوع من الأشياء فى هذه البيئة، دفعة قصيرة وقوية إلى حد ما، وفى صميم الموضوع».
كما أوضحت أنها ستبقى الجميع على اطلاع بما يعملون من أجله، مطالبة بالتعرف على رأيهم فى استغلال الأمر.
فيما سجل البريد الإلكترونى لكلينتون رد مستشارها سيلفان جاكوب بالموافقة على فعل هذا الأمر، أى الترويج لمقطع الظواهرى، مع إعلامها بأنه سيرسل لعدد من الموظفين فى فريق تخطيط السياسات بوزارة الخارجية خدمة توجههم بنشر الفوضى فى مصر.
وقال «جاكوب»: «هذا عظيم.. سأمرره إلى أليس ودانا وبيتر ماندافيل- الذى كان عضوًا فى فريق تخطيط السياسات بوزارة الخارجية- لدفعه».
بدورها تساءلت كلينتون عن ماهية «CSCC»، الذى ذكر فى بداية الرسالة على لسان «ماكهيل» فرد عليها مستشارها مازحًا: «هو مركز الاتصالات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب.. إنه طفلك!»، مشيرًا إلى أن المركز يتبع سلطتها فى وزارة الخارجية.

وأضاف: «هذا هو السياق الذى يتبعه دان بينجامين، الذى كان منسق وزارة الخارجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب، وجوديث ماكهيل، ويديره ريتشارد ليبارون، وهذا الفيديو جيد، هذا نوع من الأشياء التى يجب أن نفعلها».
وسجل البريد، أيضًا، أن كلينتون طلبت، بعد أسبوعين، أى فى ١١ مارس ٢٠١١، من مساعدتها هوما عابدين أن تعرض مقطع الظواهرى عليها.
وفى السياق ذاته، كشفت رسائل البريد الإلكترونى لهيلارى كلينتون، أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية الأمريكية، أيضًا، عن كواليس مخطط إدارة أوباما لإيصال جماعة الإخوان الإرهابية إلى الحكم فى مصر.
وأظهرت الرسائل أن جماعة الإخوان الإرهابية رأت أن زيادة عدد الشهداء نتيجة تصاعد الاشتباكات حينها يصب فى مصلحتهم، مع الإشارة إلى أنه يمكن استغلال ذلك من أجل السيطرة على البرلمان والوصول إلى الحكم.
وسجل البريد الإلكترونى رسائل بين كلينتون وسيدنى بلومنتال، الذى كان مساعدها فى البيت الأبيض، بتاريخ ٢٢ ديسمبر ٢٠١١، تؤكد أن هناك مصدرًا سياسيًا وأمنيًا، ومصادر أخرى على اتصال بأعلى مستويات قيادة جماعة الإخوان فى مصر، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وعدد من أجهزة الاستخبارات الغربية والأجهزة الأمن، أطلع فريق هيلارى على كواليس سعى الجماعة الإرهابية لتأسيس ما أسموه بـ«دولة إسلامية» فى مصر.
وأوضحت رسالة «بلومنتال» أنه، فى يوم ٢١ ديسمبر ٢٠١١، قالت مصادر مطلعة على اتصال بأعلى مستويات قيادة الإخوان فى مصر، إن المرشد محمد بديع ومستشاريه، بمن فيهم محمد مرسى، زعيم حزب «الحرية والعدالة»، التابع للجماعة، وضعوا خططًا طارئة للتعامل مع أى جهد يبذله المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى كان يدير المرحلة الانتقالية فى البلاد، وأى محاولة لتأخير نقل السلطة إلى إدارة مدنية وبرلمان فى عام ٢٠١٢، تحت ذريعة أحداث «العنف المؤيد للديمقراطية».
وذكرت الرسائل أن بديع رأى أن استمرار الصدامات بين الأمن والمتظاهرين من شأنه زيادة عدد الشهداء، وهو ما يصب فى النهاية لصالح الإخوان والأحزاب الإسلامية الأخرى، معتبرًا أن زيادة حدة الصدامات بين المتظاهرين «المؤيدين للديمقراطية» ورجال الجيش والشرطة ستظهر أن وجود برلمان تقوده الجماعة يبدو حلًا مقبولًا ومستقرًا، الأمر الذى يعنى زيادة فرص الأحزاب الإسلامية فى السيطرة على ٧٥٪ من مقاعد البرلمان.
وأشارت إلى أن الجماعة الإرهابية رأت أنها ستسيطر على ما بين ٤٠٪ و٥٠٪ من مقاعد البرلمان حينها، إلى جانب سيطرة حزب «النور» السلفى على ما يصل إلى ٣٠٪ من المقاعد، الأمر الذى يسمح للجماعة بالسيطرة على صياغة الدستور الجديد وتشكيل الحكومة.
وأكد بريد «كلينتون» أن الجماعة الإرهابية كانت تعمل على تكوين حكومة تعجل بالانتقال إلى تشكيل «الدولة الإسلامية المصرية الجديدة»، مع التواصل مع رجال أعمال أجانب للحديث معهم حول الاستثمار فى مصر والتكيف مع قوانينها الجديدة التى ستنظم الأنشطة السياسية والاقتصادية.
ولفتت الرسائل إلى أن مصدرًا رفيع المستوى أكد أن السياسة المصرية تجاه إسرائيل ستستمر فى التطور، مع توجه «الدولة الإسلامية المصرية الجديدة»، التى قرر الإخوان تأسيسها، إلى جعل قوات الأمن المصرية تتبنى موقفًا أكثر تسامحًا تجاه حركة «حماس»، على طول الحدود مع قطاع غزة.
وأعلن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، مؤخرًا، عن رفع السرية عن جميع الوثائق المتعلقة بالتحقيقات الفيدرالية فى استخدام «هيلارى» جهازًا «خادمًا» خاصًا لرسائل البريد الإلكترونى الحكومية، عندما كانت وزيرة للخارجية فى الفترة من ٢٠٠٩ إلى ٢٠١٣.
واستخدمت «كلينتون» المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام ٢٠١٦ خادمًا خاصًا لبريدها الإلكترونى بمنزلها فى نيويورك، للتعامل مع رسائل وزارة الخارجية.
وسلمت ما يربو على ٥٥ ألف رسالة لمسئولين أمريكيين يحققون فى الأمر، لكنها لم تسلم ٣٠ ألف رسالة أخرى، قالت إنها شخصية ولا تتعلق بالعمل.