التخطي إلى المحتوى
ما الفرق بين أسماء الله وصفاته؟.. ليست كصفات المخلوقين ولا يجوز تشبيهها

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن جميع المخلوقات في الكون الفسيح ما هي إلا مظهر من مظاهر صفات الله تعالى، التي تدل على عظمته وكماله، وأن هذا التأمل يقود إلى حقيقة لا تقبل الشك، وهي أنه لا معبود بحق سوى الله عز وجل.

وأوضح جمعة، عبر صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك الفرق بين أسماء الله وصفاته، مبينًا أن الأسماء تدل على ذات الله وما اتصف به من كمالات، مثل “الحي، العليم، السميع، البصير”، بينما الصفات هي النعوت القائمة بذات الله، كالحياة والعلم والقدرة.

وأشار إلى أن الإيمان بصفات الله تعالى ركن من أركان العقيدة، ويجب أن يكون مصحوبًا بالتنزيه الكامل، مؤكدًا أن صفات الله ليست كصفات المخلوقين، ولا يجوز تشبيهها بأي وجه من الوجوه، لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].

وأضاف أن صفات الله منزهة عن كل ما يدل على النقص أو الحدوث، فلا يجوز أن يُنسب إلى الله حركة أو سكون، ولا حلول في مكان، ولا حجم أو صورة، لأن هذه الصفات من خصائص المخلوقين، والله عز وجل فوق ذلك كله.

وأوضح جمعة أن الطريق إلى إثبات صفات الله هو التوقيف الشرعي، أي ما ثبت في القرآن أو السنة أو بالإجماع. فكل اسم لله يُشتق منه صفة، مثل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} نثبت منه صفة القدرة، و*{إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}* نثبت منه العلم.

كما أورد جمعة عددًا من الأدلة من السنة النبوية، منها حديث النبي ﷺ لأبي موسى الأشعري: «…إنه معكم، إنه سميعٌ قريبٌ»، مؤكدًا أن الله سميع لكل الأصوات، قريب من عباده بعلمه وإحاطته، لا بمسافة أو مكان.

ونوّه إلى أهمية معرفة صفات الله في ترسيخ التوحيد، وتعميق الصلة بين العبد وربه، قائلًا: “من عرف الله بأسمائه وصفاته أحبه وأقبل عليه، وتعلّق به، وأدرك أنه وحده المتصرف في الكون، القادر على جلب النفع ودفع الضر”.

واستشهد كذلك بسورة الإخلاص، التي قال عنها النبي ﷺ إنها تعدل ثلث القرآن، مؤكدًا أن آياتها الأربعة ترسّخ عقيدة التوحيد والتنزيه، بنفي الشريك، والحاجة، والمماثلة، والتكاثر عن الله تعالى.

واختتم الدكتور علي جمعة بالتأكيد على أن معرفة صفات الله تُثمر في القلب الخشية والمهابة والتوكل والرضا، كما تدفع المسلم إلى التخلّق بما يمكنه من الصفات، كالرحمة والعلم والحكمة، بما يحقق مقام العبودية الحقة لله سبحانه وتعالى.