التخطي إلى المحتوى
“ا د / علاء خليل” … غياب ثقافة الطب النفسي عند المصريين
ليه صديق قديم من زمان طبيب…كان شغال فى مجال الطب النفسى فى كندا …عمره الان ٧٣ عام …كان شاطر جدا …كان عايش فى السويد طول عمره من بعد التخرج ….لحد من ثلاثة سنوات قرر يرجع مصر ….ويترك مهنة الطب ….ويستمتع بحياته ….اشترى مزرعة جميلة على طريق مصر الإسماعيلية ….فيها بيت جميل على النظام الاوربى…..فيها كل أدوات الميكنة الزراعية ….عايش فيه لوحدة ومعاه زوجته …السويدية…….كل أولاده عايشين بره ….فى شغلهم ….يحكى لى ويقول …انا يا د علاء من وقت ماجيت مصر وانا صحتى أحسنت جدا والحالة المزاجية ارتفعت جدا جدا ….باخد معاش كبير من شغلى فى السويد يكفينى وزيادة ….قال لى ….بعد اقامتى سنة فى البيت …..لاحظت ان المزرعة ال جنبى على طول …بينى وبينها مزرعة أخرى….فى سيارات فاخرة جدا داخله خارجة للمزرعة دى ….وفى يوم كنت واقف أمام المزرعة ….وجدت سيارة مرسيدس بتاعة السنة داخلة المزرعة ….الفضول المصرى وجعني……قلت لمراتى ….فى كذا ….كذا ….قالت لى ما معناه ….ليس لنا دعوة……المهم …..سألت حارس المزرعة عندنا ….تعرف الناس دول يا بسيونى…..قال اه ….مين دول يا بسيونى ….قال لى دى مزرعة الفنانة الشابة كذا ….فنانة ….وكمان شابة ….قال لى اه …من تونس ….ماشى …..مرت الايام …..والاسابيع…..وفجأة….سمعت صوت ضرب نار ….فى المنطقة ….جريت على الشارع ….لقيت خناقة كبيرة فى مزرعة الست دى ….والناس اتلمت …والشرطة جت ….طبعا انا اللغة العربية عندى ضعيفة شوية لانى كنت انزل مصر على فترات بعيدة ….ونتحدث انا ومراتى بالسويدي……خير يا جماعة فى ايه ….قالوا …طليق الفنانة جاى ياخد حاجات من المزرعة خاصة بيه ….ماشى ….عدت الأمور…..ومرت الايام ….ولاقيت الحارس بسيونى ….بيقول ليه …فى ضيفة عايزة تقابل حضرتك ….اوك ….تتفضل ….دخلت ….استقبلتها انا و زوجتى السويدية …..طلعت الفنانة جارتنا التونسية…..هيى تتحدث فرنسا جيدا …..قمنا بالواجب ….واخدنا أرقام التليفونات …..وحدث تعارف ….والدنيا تمام ….مرت الايام …..لاقيت رقم بيضرب على مرتين ثلاثة …..الو ….بالسويدي……طلعت الفنانة ….خير يا افندم …..انا عايزة حضرتك تسهر معانا شوية فى بيتى هنا فى المزرعة …..قال لها ….انا والمدام …..قالت لو حضرتك لوحدك ….يكون أفضل……….الحقيقة ….وطبقا للبروتوكولات عندنا فى السويد …..العزومة ….للشخص المتزوج …لازم تكون مع المدام …..المهم… .اعتذرت عن العزومة …..هية عارفة انى طبيب نفسى ……طلبت مكالمة ثانية بعد كام يوم ……معناها محتاجة انى اسمعها …..ولو اقدر اعالجها …يبقى كويس ….قلت لها …..الجلسات النفسية لها مواصفات خاصة عندنا فى السويد …..وانه لازم ….اسمع الحقيقة كاملة ….وده ما ينفعشى فى البيت هنا فى المزرعة ……المهم ….هية شابة عندنا ٣٨ سنة …..وساكنة لوحدها فى المزرعة مع حراسة شديدة جدا جدا …..وطاقم شغالات كبير …..مراتى بتسألني…..هية شغالة فين ….فى الفن ….يعنى ايه ….بتعمل افلام سينما …..حلو …..اكتب لها قصة فيلم جميل وتشريه منى ….هية دارسة فى الأدب السويد ى……انا محتار يا د علاء ……اعمل ايه ….اسيب مراتى تقابلها ….وبالتالي ح تتدخل فى حياتى كثير…..وخلى بالك مراتى مش فاهمة الشغل ده …..ولا…..اعمل ايه ….انا حاسس كده ….انها عايزة تتعرف بى زيادة ….والله كنت مستقر جدا جدا قبل ما تجئء الست دى ….الفنانة دى…..على فكرة …انا وعدتها اشوف طبيب نفسى شاطر من مصر يشوفها فى المزرعة ..لانى ليس معى مزاولة مهنة الطب فى مصر ….ترخيصى سويدى فقط …وانا يا د علاء ما اعرفشى حد هنا ….شوف ليه حد كويس من طرفك …ويجىء يشوف ايه المشكلة …..بس عايزة فى المزرعة ….ويكون سرى.

ا د / علاء خليل……..

استاذ سينيور جراحة الأورام بالزقازيق.