امبارح فى العيادة مساءا….كان عندى الحاجة نبيلة من قرية بجوار الزقازيق….أجريت لها عملية استئصال ورم من القولون ….والحمد الله تعافت ….وجاية تفك السلك …ومعاها المعلم احمد كما تحب أن تناديه الحاجة نبيلة …هو شاب فى الثلاثين من عمره . بعد فك السلك جلست الحاجة نبيلة معاية فى المكتب ….عزمت عليها عصير من الثلاجة هيه والمعلم احمد ….الكلام جاب بعضه …وعاملة ايه يا حاجة …والحياة عاملة ايه فى القرية عندكم….دردشنا مع بعض وانا بحب جدا اسمع الناس الكبار دول …احكى لى يا حاجة نبيلة ….عايشة ازاى….يا ابنى باخد التكافل والكرامة ورضا والحمد الله….البركة فى ربنا والمعلم احمد …تاجر غنم قد الدنيا ….عنده مزرعة غنم ….ألا البيت فين يا دكتور ….علشان عايزة اجيب لك شوية لبن طازة من غنم المعلم احمد ….عنده كام معزة والدة …..لبنها ذى العسل ….انا عمرى ما شربت لبن من الغنم يا حاجة نبيلة ….لا….لبن الغنم ممتاذ….للركب والقلب وخفيف على البطن …ح اجيب لك هدية مع اللبن ….عندنا عيش بنخبزه فى الفرن البلدى ح يعجبك خالص …..والكلام جميل وقاعد مبسوط وفصلت خالص من الجراحة ….والمرضى منتظرين بره ….بست قاعدة الحاجة نبيلة ما تتعوضشى…..حسيت انى قاعد مع امى وخالتى وعائلتى وعاملين نتكلم …..ودخلنا على مشروع المعلم احمد …..والحكاية بدت ازاى ….لحد ما وصل المعلم انه بيسافر اسواق الغنم كلها فى مصر ……فجأة…..رن التليفون ….الو ….د علاء ….انا طبيبة الدور الرابع …..اهلا وسهلا….خير …مريضة حضرتك طلعت العناية للانعاش القلبى….مريضة انا…..ايوة ….مين …. ؟؟؟؟…..يا نهار مش فايت …جيت اقوم من على الكرسى ….مش قادر ..حاسس انى اتشليت…..خلاص ….روحى جت فى رجلى ….تماسكت بسرعة …وتركت الحاجة نبيلة فى المكتب ….ونطتيت فى العربية معرفشى ازاى وبسرعة ما يمكن وصلت العناية ….وجدت ابناءى أطباء العناية ….شغالين مع الحالة ….وهى الحمد الله فايقة امامى ….خير يا جماعة …ال حصل …اخدت حقنة مضاد حيوي سيفاتركسيون ..جه لها صدمة حساسية …وقعت ساكتة ….بس الحقيقة طبيبة الدور جدعة …..لحقت فى ثوانى ….وطاقم العناية جاهز جدا ….جلست على كرسى ….مش قادر اتحرك ….يا الله ….يارب سترك ….طلبت مياة وفضلت جالس على الكرسى جنب المريضة ….فات ساعة ….افتكرت انى سايب الحاجة نبيلة فى المكتب …..اتصلت … اعتذر لهم …..وانتظرت جنب مريضتى فى العناية لحد ما اطمنت عليها وبقت كويسة ….يا الله …..يا قلبى ….كنت سعيد بكلام الحاجة نبيلة ….وفجأة….يكاد يقف قلبى من القلق على مريضتى…..يدق دقاته السريعة ….وألام الصدر …تشرفنا
….يا الله ….حياة الجراح …..صفحات …..وصفحات….متقلبة
….كل ثانية تحمل خطورة شديدة…….
ا د / علاء خليل….
استاذ سينيور جراحة الأورام بالزقازيق.