التخطي إلى المحتوى
“الدكتور: أحمد عوض بيصار ” الخلاصة في أورام الكبد وعلاجها.
لو سألنا عن أكتر أنواع الأورام الموجودة في مصر حاليا هنعرف ان هي أورام الكبد وهنعرف ان منظمة الصحة العالمية اعتبرته أكتر أنواع الأورام اللي بتصيب الأعضاء الداخلية انتشارا في العالم وبسببه بتحصل نص مليون حالة وفاة سنويا

بس السؤال هنا هو سببه ايه ؟

في مصر سببه الأساسي هو فيروس سي اللي حصل نتيجة العدوى بالحقن غير المعقمة في الفترة اللي كانت الحكومة فيها بتحاول تتخلص من البلهارسيا وبالفعل تحلصنا منها بس كل اللي اتحقنوا تسببوا في عدوى لبعضهم
السلطات الرسمية مفيش ذنب عليها عشان الفيروس لم يتم اكتشافه إلا من أقل من 30 سنة فقط ! بعد حملات التطعيم الضخمة ضد البلهارسيا بسنين كتيرة كان فيها نسبة كبيرة من المصريين أصبحوا حاملين للعدوى الفيروسية.
مش كده وبس ده فيروس بى كمان موجود بنسبة كبيرة بس مش ملحوظة وسط المصريين
فيروس سى وبى بينتقلوا برضه عن طريق الدم الملوث والأدوات الجراحية غير المعقمة والإدمان ووسائل تانية وممكن فيروس بى ينتقل عن طريق سوائل الجسم زى اللعاب والسائل المنوى كمان.
بالنسبة للفيروسات الكبدية دى فهى بتسبب التليف بعد فترة والتليف ده بيعمل تغيير في طبيعة الخلايا الكبدية ويبهدل شكل الكبد بصورة كاملة وبيعمل حلقات تليفية يعنى بدل ما النسيج الكبدى مكون من خلايا منتظمة في ترتيبها كأنها خلية نحل اللى بيحصل ان الخلايا دى بيتغير ترتيبها وبتكون على هيئة حلقات والمرض ده اسمه “التشمع” أو زى ماهو موجود في اللغة الدراجة “التليف”
بعد فترة من التليف ده ممكن الخلايا مع استمرار تدميرها ومحاولتها التكاثر مرات ومرات لتعويض الفاقد منها نتيجة الالتهاب الفيروسى بتحصل فيها طفرات في مكوناتها تخليها تتكاثر بصورة غير طبيعية وضد طبيعة الخلايا اللى المفروض يتوقف نموها بعد وصولها للعدد والشكل المظبوطين.
اللى بيحصل بقى ان الخلايا دى بتتحول لخلايا سرطانية تبدأ تكبر وتاخد حيز من نسيج الكبد وتبدأ تدمر فيه ويحصل مشاكل لازم نكتشفها بدرى عشان نقدر نعالجها

السؤال هنا هل أقدر أمنع الورم إنه يحصل ؟

الإجابة عن السؤال ده محدش يعرفها لحد دلوقتى بس في أبحاث بدأت تتكلم عن إن العلاجات الجديدة لفيروس سى ممكن تساعد إن نسبة نشوء الورم تكون أقل
بس العمل ايه ؟ اللى نقدر عليه اننا نعمل متابعة كل 3 شهور بالسونار عند طبيب متخصص في الأشعة بحيث يقدر بجهاز السونار انه يحدد البؤرة حتى لو 1 سم ويقدر يتابعها.

طب لو ظهرت بؤرة ايه العمل؟

حسب حجم البؤرة بيكون التصرف ساعتها ممكن الدكتور يطلب فحص أشعة مقطعية أو رنين مغناطيسى بالصبغة على الكبد وساعتها يقدر يحدد نشاط البؤرة وعدد البؤر الكبدية ويقدر مبدئيا يحدد القرار اللى ممكن يتخذه

طب ايه هي القرارات اللى ممكن يقررها الطبيب؟

أول قرار بيشوف الطبيب صلاحية المريض للجراحة أو الزراعة ودى رغم انها طرق صعبة وليها شروط قاسية جدا وعشان كده نسبة قليلة من المرضى بيكونوا مؤهلين للزرع أو الجراحة من أول اكتشاف البؤرة وبعدها طبيب الأشعة التدخلية بيقرر نوع التدخل اللى ممكن يعمله للبؤرة الكبدية اللى اكتشفها
طبعا القرار بيتوقف على حالة المريض الجسمانية واستعداده النفسى وقدرته على تحمل بعض المضاعفات المؤقتة اللى ممكن تحصل وكمان بيتوقف على التحاليل وخصوصا نسبة الصفراء والسيولة في الدم وبيتوقف القرار كمان على حجم وعدد البؤر ومكانها في الكبد وعلاقتها بأوردة وشرايين الكبد وعلى مجرى الدم في أوردة الكبد

بالنسبة للقرارين الأهم والأشهر في تخصص الأشعة التدخلية :

أول واحد فيهم وهو الكيّ الحرارى وفيه احنا بندخل بإبرة لجوه الورم وبنحدد مكانها عن طريق الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية وبنستخدم الطاقة الحرارية في التردد الحرارى أو الميكروويف لقتل كل خلايا الورم.
والتاني الحقن الشريانى واحنا فيه بندخل بقسطرة رفيعه نمشيها في شرايين الجسم لحد ماتوصل للشرايين اللى بتغذى الكبد وممكن ندخل بعدها بقسطرة أصغر ميكروسكوبية للشرايين الأدق اللى بتغذى البؤرة الكبدية ونحق مواد غالقة تمنع وصول الدم للورم ومواد كيماوية تقتل خلايا الورم وفى التقنية دى احنا بنحاول نحجم من الورم تماما ونسيطر عليه وكل العملية بتتم تحت توجيه الأشعة السينية.
في علاجات كتيرة وحديثة لأورام الكبد وفى تقنيات أحدث ممكن نقدر بيها نسيطر على الورم ولكن السؤال هنا هل مثلا الورم كله بيموت بعد أي تقنية ؟ الإجابة منقدرش نحددها حتى لو بالأشعة المقطعية اللى بتتعمل بعد الفحص بشهر و تلات شهور عشان النشاط اللى على مستوى الخلية صعب أي أشعة تحدده وعشان التليف مازال موجود وهو السبب الرئيسى.

طب علاج الفيروس ؟

طبقا لآخر قرارات اللجنة المنوط بيها علاج الفيروس على مستوى مصر لازم يتوقف علاج الفيروس في الوقت اللى اكتشفنا فيه البؤرة الكبدية بس بنرجع نطلب من المريض بعد فترة 6 شهور من اختفاء نشاط الورم إنه ياخد علاج الفيروس تانى خوفا من احتمال افتراضى لان علاج الفيروس ممكن يتسبب في نشاط للورم وده اجراء احترازى بس حتى الآن الأبحاث مبتأكدش حاجة خالص.

الخلاصة:

إن كل مريض له حالته الخاصة والعلاج بيكون بأمر ربنا والحالة النفسية مهمة جدا والأهم هو المتابعة بالسونار لكل مرضى التليف
الموضوع أكبر بكتير من الكلمتين دول وبيتعمل فيه كتب وبتتكلم عنه آلاف الأبحاث على مستوى العالم والحقيقة الوحيدة اللى ممكن نأكدها هي إن العلم ده حاجة جدلية ومفيش إثبات مؤكد لأى حاجة بنسبة مية في المية والشافى هو الله.
د.أحمد عوض بيصار
مدرس واستشاري علاج الآلام والأورام وأمراض الأوعية الدموية الطرفية والدماغية بالأشعة التداخلية
بكلية الطب – جامعة الزقازيق
استشاري الأشعة التداخلية بالمركز الطبي العالمي
قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏