التخطي إلى المحتوى
مفاجأة.. «الجزيرة» تعترف: مارسنا دورا تحريضيا ضد مصر وليبيا
فجأة وبدون مقدمات، تصاعدت وتيرة اعتراف القوى الكبرى في العالم بخطأ سياساتها تجاه المنطقة العربية، إبان فترة ما يعرف بـ”الربيع العربي”.
المفاجأة لم تكن في ذلك فقط، وإنما في أن قناة الجزيرة القطرية، نشرت على موقعها الإلكتروني باللغة الإنجليزية، تقريرا مفاده أن إسقاط الأنظمة العربية، خلال عام ٢٠١١ وما بعده، كان ناجما عن عملية خداع تعرضت لها الشعوب العربية.
قناة الجزيرة اعترفت بممارسة دور إعلامي مضلل وتحريضي، ضد مصر والدول العربية ولا سيما ليبيا، حيث ذكرت في تقرير مطول بمناسبة الذكرى العاشرة للربيع العربي أن “الشعوب التي شهدت اضطرابات وتظاهرات، وسقوط قتلى ومصابين، أكدوا بالتزامن مع الذكرى العاشرة لهذه الأحداث، أنهم تعرضوا للخديعة”.
وتعليقا على ما جاء في تقرير الجزيرة، قال الدكتور فتحي العفيفي، أستاذ الفكر الاستراتيجي في جامعة الزقازيق، إن محتوى تقرير الجزيرة، يؤكد بوضوح أنها كانت من الجهات التي خدعت الشعوب العربية، لأنها كانت أول الداعمين والناشرين والمروجين لما يتم تداوله من أنباء مفبركة، لشحن الجماهير وإثارة غضبها، وتعزيز إشعال الفتنة في البلدان العربية.
وتابع: “هذا الاعتراف المبطن من القناة، بأنها شاركت في تضليل الشعوب العربية إعلاميا، يمثل اعترافا بالدور التخريبي الذي لعبته ضد أمن ومصالح شعوب المنطقة، ولا سيما مصر وليبيا، والذي استمرت تمارسه حتى اليوم”.
وأشار إلى أن اعترافات القوى الكبرى في العالم، بالخطأ الكارثي الذي وقعت فيه حين أيدت مؤامرات الربيع العربي، أصبحت شيئا معتادا، قائلا: “كما أقرت فرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من دول العالم بالنتائج المدمرة التي خلفتها مساندتها لاضطرابات ما جرى في عام ٢٠١١، جاء الدور على الولايات المتحدة الأمريكية، لتقر صراحة بأن التدخل العسكري في ليبيا كان كارثة”.
وأشار إلى أن أنتوني بلينكين، وزير الخارجية في إدارة الرئيس الجديد للولايات المتحدة، جو بايدن، قال في استجواب ترشيحه للمنصب، أمام مجلس الشيوخ، إن ما حصل في ليبيا، ومن قبلها سوريا والعراق، كان كارثة.
بلينكين، الذي عمل في وقت سابق نائبا لمستشار الأمن القومي لبايدن، خلال ولاية الرئيس الأسبق أوباما الأولى، ثم تولى منصب نائب وزير الخارجية في عهد جون كيري، أشار إلى أن ما جرى كان بناء على معلومات استخباراتية مضللة، مشددا على أن الدرس المستفاد من ذلك هو أن تغيير الأنظمة لا ينجح.
وزير الخارجية الأمريكي الجديد، أكد وجود مبالغة في تقدير فكرة وجود خلفاء قادرين على تولي السلطة في ليبيا، موضحا أن سياسات الرئيس الأسبق أوباما أفسدت توازن قوة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، حيث ساعد على تغيير الأنظمة، ثم تراجع دون أن يقدم بدائل تحمي المنطقة من الفوضى.
اعتراف الولايات المتحدة بفداحة الخطأ الذي ارتكب تجاه ليبيا، يكتسب أهميته ليس فقط من أنه يأتي من الدولة الكبرى في العالم، وإنما أيضا لأنه يعبر عن أن السياسة المنتظرة من الإدارة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط، طبقا لتحليل الدكتور فتحي العفيفي.