فيه قرية مصرية اسمها “شبرا النخلة” تابعة لمركز بلبيس محافظة الشرقية.. من حوالي 9 سنين فيه شاب من ولاد القرية عمل حادثة والدكاترة طلبوا من أهله إنهم محتاجين له دم فياريت يحاولوا يشوفوا متبرعين عشان ينقذوا حياته..
الأهالي بمنتهى الجدعنة وزي ما بيحصل عادةً في الظروف دي استخدموا مكبرات الصوت اللي في المساجد عشان ينشادوا الناس تيجي تتبرع، وفعلاً حصل اقبال عظيم من الكل.. ودي كانت البداية عشان يبقى تبرعهم بالدم مش مجرد حدث عابر في حياة أهل القرية لكن ثقافة مستمرة ومكملة بقالها 9 سنين متواصلة للدرجة اللي خلّتهم أصحاب أعلى معدل للتبرع بالدم على مستوى الجمهورية في يوم واحد..
“ليه مانكملش حملة التبرع بالدم دي وتبقى سنوية؟”.. ده عنوان الفكرة اللي جت لمجموعة من شباب القرية من 9 سنين، وفضلوا ينفذوها سنة ورا سنة.. في الأولي اتبرعوا بـ 140 كيس.. في التانية بـ 248 كيس.. في التالتة بـ 410.. في الرابعة بـ 505 كيس.. في الخامسة بـ 615 كيس.. في السادسة بـ 730 كيس.. في السابعة بـ 945 كيس.. وفي الثامنة بـ 1350 كيس..
السنة دي واللي هي السنة التاسعة في حملتهم ضربوا مثال عظيم في العمل التطوعى والخيري رغم ظروف كورونا الصعبة واللي كانت كإنها بتقول لهم بلاش السنة دي تعملوا الحملة لكن هما صمموا يكملوا وحطوا قواعد إحترازية صارمة وصعبة عشان يضمنوا إن الإجراءات الصحية تبقى في أعلى معدلاتها أثناء التبرع.. والنتيجة؟..
قدروا يتربعوا على المركز الأول على مستوى الجمهورية في التبرع بالدم لما جمعوا 1238 كيس دم في يوم واحد بس!.. حطوا 848 كيس في بنك الدم بالمركز الأقليمى في مستشفى الأحرار، و270 كيس في مستشفى الجامعة، و120 كيس في بنك الدم في مستشفى بلبيس.. شوف بقى كام شخص هيتم إنقاذ حياته بسبب أهالي القرية دي!..
حاجة عظيمة وتخلّيك تتشرف إنك مصري، وعايش وسط أهلها الطيبين الجدعان اللي عمرهم ما اتأخروا على أى حد محتاجهم سواء طلب أو لأ.. المصريين طول عمرهم ولاد أصول، وبيفهموا في الواجب.