التخطي إلى المحتوى
اعتماد “المرشح “على الـ«سوشيال ميديا» يفقد برنامجه الصدقية

يفضّل البعض الدعاية الانتخابية للمرشح، عبر الوسائل الإعلامية ، لثقتهم بها أكثر من وسائل التواصل الاجتماعي، مشددين على أن المرشح الذي يعتمد  الـ«سوشيال ميديا» لن يحظى بصدقية كبيرة لدى الناخبين، لأنه سيعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي في إقناع الناخبين بالبرنامج الانتخابي، وهو الدور المفترض أن يؤديه المرشح نفسه.

 المرشح لابد أن يتمتع بصفات عدة أبرزها الثقافة، والقدرة على المحاورة والإقناع، ليستطيع أن يحمل مشكلات فئات المجتمع، ويحسن عرضها في «البرلمان»، ويناقش الحكومة حولها، ويسهم في مناقشة القوانين والقرارات التي تهم المواطنين.

وتفصيلاً: الدعاية عبر وسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي مفيدة بحد ذاتها، لأن الهدف منها الوصول إلى جمهور الناخبين، ومن ثم فلا إشكالية في استخدام أي من الوسيلتين، أو كلتيهما، لتحقيق هدف انتخابي محدد، هو التعريف بالبرنامج الانتخابي، وإقناع الناخبين به، لتأييد المرشح، وكسب الأصوات الانتخابية.

 التحدي الحقيقي لدى المرشح نفسه هو إقناع الناخب ببرنامجه لكسب صوت، لكن هذا لن يحدث إذا اعتمد المرشح على الـ«سوشيال ميديا» للتسويق له، ففي هذه الحالة فإن الذي نجح في الإقناع هو التواصل الاجتماعي، وليس المرشح، ومن ثم فإن الأخير بحاجة إلى اللجوء لوسائل الإعلام التقليدية من صحف ومواقع إخبارية وإذاعة وتلفزيون للقاء الجماهير من خلالها، إضافة إلى حاجته للقائهم مباشرة من خلال المجالس المتعددة ، ليتناقش معهم حول برنامجه.

 أن الوسيلة الأسهل للدعاية الانتخابية هي منصات التواصل الاجتماعي، إلا أنها ليست أكثر ثقة من الوسائل الإعلامية الأخرى.

 أن المرشح الذي يعتمد على منصات التواصل الاجتماعي وحدها، لن يصل إلى الناخبين كافة في البلد التي يترشح فيها، لكنه بحاجة إلى وسيلة إعلامية تصل إلى كل بيت، ويستطيع الجميع متابعتها، سواء المتعلم أو من لا يجيد التعامل مع الوسائل الحديثة.

الـ«سوشيال ميديا» صنعت مشاهير بسبب طرحهم لأفكار وموضوعات غير جادة، ولذلك ليس من المعقول أن يعتمد المرشح الذي يرى في نفسه القدرة على تمثيل الشعب في المجلس الوطني الاتحادي على هؤلاء الأشخاص لتسويق برنامجه، وتعريف الناخبين به.

وعن مصداقية مواقع التواصل الاجتماعي : تتمتع وسائل الإعلام التقليدية (الصحف والإذاعة والتلفزيون) بمصداقية أعلى من وسائل التواصل الاجتماعي، وإن كانت الأخيرة مفيدة في الوصول للجميع في كل مكان، لأن من المفترض أن يكون المرشح صاحب رسالة، ويتمتع بالثقة العالية في نفسه، ولذلك لابد أن يجري الدعاية بنفسه أو يلجأ إلى وسائل الإعلام ليظهر من خلالها على المواطنين ببرنامجه الانتخابي.

لا أحد ينكر أهمية القنوات الاتصالية، خصوصاً الرقمية اليوم في تصميم وإطلاق الحملات الانتخابية، لكن برأيي قبل الحديث عن نوعية القنوات الاتصالية التي يستخدمها المرشح، فإن النقطة الأهم هي أن يصمم برنامجه الانتخابي، ويحدد الأهداف التي يرغب في تحقيقها لخدمة الوطن والمواطن، خصوصاً مجتمعه المحيط، ثم يقرر بناءً عليها نوعية القنوات، سواء كانت مطبوعة أو مسموعة أو مرئية.

الدعاية الانتخابية هدفها جذب اهتمام الناخبين ونيل ثقتهم وأصواتهم، وأرى أن الثقة لا تتحقق فقط خلال موسم الحملات، لكن هي رصيد سابق ناجم عن أسلوب تعامل المرشح مع محيطه ودوره المجتمعي فيه قبل حلول الانتخابات، وبالتالي تكون الحملة الإعلامية امتداداً وترجمة لما هو عليه.