كعادته في إثارة الجدل وجذب الإنظار إليه بين حين وآخر، يخرج الأديب الدكتور يوسف زيدان بآراء مخالفة لما اعتاد عليه العوام وكبر عليه المسلمون، وهذه المرة جاءت آراء زيدان في صيام شهر رمضان أحد أركان الإسلام الخمس.
وقال زيدان في لقائه مع برنامج التاسعة على قناة مصر الأولى، مساء الأربعاء: «أطباء الأمة العربية الإسلامية النوابغ قالوا بتجنب الصوم والجماع في زمن الوباء».
واستطرد في هجومه على الأزهر قائلا: «الحضارة الإنسانية تقوم على التراكم وليس الانتكاس، نحن نناقش البديهيات، لإفتاء والأزهر لا دخل لهما بالحديث عن زيادة المناعة في الصيام».
آراء زيدان أثارت حفيظة عدد من علماء الأزهر، وفي هذا الصدد قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر السابق، إن لجنة البحوث الفقهية في مجمع البحوث اجتمعت بنخبة منهم مرتين، فأجمعوا على أن جفاف الحلق لا علاقة له بالإصابة بكورونا، وأن شرب الماء على فوائده الصحيحية الكثيرة لا تقي من الإصابة بالفيروس، وهو نفس ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، مما يعني أنه لاعلاقة بين الصيام والإصابة بكورونا.
وأضاف “شومان” أنه من ناحية أخرى فإن الأبحاث العلمية التي عرضها بعض أهل الاختصاص في الاجتماع أثبتت أن الصوم يقوي المناعة ولا يضعفها، ولذا قرر فقهاء اللجنة: أنه لا يجوز الإفطار بسبب كورونا، وإنما تبقى رخص الإفطار على حالها حسب الحالة الصحية، فإذا طلب الأطباء من مرضى كورونا أو غيرهم كالمصابين بمرض السكر في بعض درجاته ونحوهم ممن لا يناسبهم الصيام، حيث يزيد من مرضه أو يؤخر الشفاء منه أو يعرضه للموت، فعليهم الإفطار كما نص عليه كتاب ربنا.
فيما قال الدكتور عبدالمنعم فؤاد المشرف على الأروقة الأزهرية، مثل هذه الأحاديث تخرج من رجال لا يعلمون عن الدين الكثير، لافتا إلى أنه اعتاد أن يشكك في الدين وثوابته بين حين وآخر دون علم أو سند، معربا عن رفضه لأن تتاح لأي شخص أن يتحدث في علوم الدين دون علم وأن تتاح له الفضائيات والمواقع الإخبارية.
وأضاف فؤاد في تصريحات صحفية ، يوسف زيدان يطالب باسبتعاد الإفتاء والأزهر عن الأمر كله، ويمنح لنفسه تصريح بأن يفتي بعدم جواز الصيام وهو أمر يحدث بلبلة لدى العوام، خاصة أن الإفتاء سبق أن أعلنت في فتوى خاصة بأن الصيام لا يسبب خطرا للإصابة بفيروس كورونا.
واستطرد، كيف له ألا يكون متخصص وأن يفتي ويمنع الإفتاء من أن يدلو بدلوه في رأي ديني بحت ويحتاج لبحث وعلم لقوله.