التخطي إلى المحتوى
عميد إعلام الأزهر: “كورونا” حول حياة الكون كله إلى سلسلة من “اللقاءات”
قال الدكتور غانم السعيد عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، إنه في مفاجأة لم يتوقعها العالم، بدون ترشيحات، ولا انتخابات، ولا تدخل من روسيا نجح “ترامب”، في تنصّيب السيد ( كورونا) حاكما على كل دول العالم لكنه حاكم دكتاتوري باطش، لايخشى من ترسانات أسلحة العالم، ولا تؤثر فيه الصواريخ العابرة للقارات، ولا حاملات الطائرات، ولا الطائرات بدون طيار التي لا ترصدها الرادارات، ولا حتى القنابل النووية ولا الذرية وما تسببه من تدمير وهلاك، إنه حاكم محصن ضد كل ما يملكه البشر من أسلحة التدمير الشامل.
وأضاف في تدوينه عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، إنه طاغية مستبد، قراراته لا تقبل حوارا ولا مناقشة يأمر من كانت تظن أنها سيدة العالم ( أمريكا ) بأن أغلقي حدودك، واسحبي جيوشك فتقول في خزي وهوان: سمعا وطاعة سيدنا وسيد العالم.
وأضاف: “بنفس الحزم والقوة يقول للتنين الأصفر (الصين)، أغلق عليك حدودك، واقفل مصانعك، وأوقف بيعك وشراءك، واصرف عمالك وصناعك، وأنزل قواتك إلى شوارعك ومدنك لتتصدى لجنودي الخفية وأسلحتي السرية، ولا تملك الصين إلا أن تنزل للمعركة مرغمة كارهة فتسقط في المعركة آلاف من جنودها صرعى مجندلين، لم تنفع معهم تحصينات، ولم تفدهم أي أسلحة ولا تدريبات، ولا تزال المعركة متواصلة ( وكورونا ) له فيها الغلية حتى الآن، وبتفس القوة والشراسة يقود (كورونا) معركة حامية الوطيس في إيطاليا، التي استخدمت في مقاومته كل أسلحتها وأسلحة حليفاتها من دول حلف الأطلنطي ؛ ولكنها هُزمت هزيمة منكرة اضطرتها لأن تحرق جثث ضحاياها من كثرتهم وعدم قدرتها على دفنهم بعزة وكرامة، ولم يتردد رئيس إيطاليا في إعلان الهزيمة، ورفع راية الاستسلام، ليقول عبارته التاريخية المشهورة: نحن فعلنا كل ما علينا ولم يبق لنا إلا أبواب السماء”.
واستطرد: ” كذلك الأمر في فرنسا،، وإسبانيا، والدنمارك، وهولندا، وألمانيا، وروسيا، وغيرهم.. فمعظم دول العالم – إن لم تكن كلها – يخوض فيها (الكورونا) حربا كونية، إلى الآن هو المنتصر الوحيد فيها، حيث تمكن من إحداث حالة من الهلع والفزع بين كل البشر اضطرهم إلى أن يعزلوا أنفسهم في بيوتهم، ويقاطعوا كل أسباب التواصل مع أقرب الناس لهم، فلا سلام، ولا قبلات، ولا أحضان، ولا تزاور، ولا عمل، ولا سفر، لا ملاهي، لا متنزهات، لا خمارات، لا كباريهات، لا تسوق، لا بيع، لا مشتريات، لقد حول ( كورونا ) حياة الكون كله إلى سلسلة من (اللاءات)، فليس لأحد أن ينبس بكلمة (نعم) إلا بعد إذنه واستئذانه”.
وتابع: “مع ذلك يبحث الكون كله عن هذا الحاكم الباطش في كل مكان في الأرض وفي السماء، ولا يجدونه، مما جعلهم يتساءلون في دهشة وذهول، أين يسكن ؟ وأين عرشه، وأين مصانع أسلحته ؟ وأين يقيم قواده وجنوده، وأين مقر قياداته ؟ حتى يمكن التفاوض معه، أو حتى يعلنوا استسلامهم الكامل لحكمه، حتى يرفع عنهم بطشه، ويمنع عنهم جنده الذين أهلكوا الحرث والنسل، ولكنهم لم يصلوا إليه ولن يصلوا إلا إذا رفعوا رؤوسهم إلى السماء، وساعتها ستفتح لهم كل أبواب الرحمة والنجدة، وسيجدون هناك كل أطواق النجاة، فما ( كورونا) إلا جند من جنود الله”.
واختتم قائلا: بقي القليل وتتجه الأبصار نحو باب السماء طوعا أو كرها… وساعتها يأتينا الفرج، وتساعدنا الأسباب”.