التخطي إلى المحتوى
اليوم.. 51 عامًا على رحيل صاحب الصوت الباكي محمد صديق المنشاوي

تحل علينا اليوم السبت  20 يونيو عام 1969 ، ذكرى وفاة  أحد أشهر قراء  القرآن الكريم فى العالم، واحد من رواد التلاوة، تميز بخشوع القراءة والتدبر، صاحب الصوت الشجي الطروب المتدفق من الفردوس يهز القلوب المتحجرة إذا أقبلت على تلاوته بنوافذ مفتوحة وروح طليقة، وكأنه مزمار من مزامير آل داود، انة الشيخ محمد صديق المنشاوي ، والذي وفاته المنية  في مثل هذا اليوم ، عن عمر يناهز الـ49 عاما.

نشأته وحياته

ولد الشيخ محمد  صديق المنشاوي  في يناير 1920 بقرية: البواريك، بمدينة المنشاة التابعة لـمحافظة سوهاج، واتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره؛ حيث نشأ في أسرة قرآنية عريقة توارثت تلاوة القرآن، فأبوه الشيخ صديق المنشاوي وجده تايب المنشاوي وجد والده كلهم قرّاء للقرآن، وفي أسرته الكثير ممن يحفظون القرآن ويجيدون تلاوته منهم شقيقه محمود صديق المنشاوي.

 شهرتة

ذاع صيته حتى اعتبر من أشهر القراء في العالم الإسلامي، ولقي قبولاً حسنًا لعذوبة صوته وجماله وانفراده بذلك، إضافة إلى إتقانه لـمقامات القراءة، وانفعاله العميق بالمعاني والألفاظ القرآنية. تجول   مع أبيه وعمه بين السهرات المختلفة، حتى سنحت الفرصة له كي يقرأ منفردًا في ليلة من عام 1952 بمحافظة سوهاج، ومن هنا صار اسمه مترددًا في الأنحاء.

 تسجيلة للقران بـالإذاعة المصرية

سجل محمد صديق المنشاوي القرآن الكريم كاملاً في ختمة مرتلة، كما سجل ختمة قرآنية مجودة بـالإذاعة المصرية، وله كذلك قراءة مشتركة برواية الدوري مع القارئين كامل البهتيمي وفؤاد العروسي، وله أيضا العديد من التسجيلات في المسجد الأقصى والكويت وسوريا وليبيا.

رفض  المنشاوي الابن القراءة فى حفل كان يحضره الرئيس جمال عبد الناصر، بسبب الطريق غير اللائقة التى تحدث بها أحد الوزارء إليه ، والذى قدم الدعوة للشيخ قائلا: سيكون لك الشرف الكبير بحضورك حفل يحضره الرئيس عبد الناصر”، ففاجأه الشيخ محمد صديق بقوله: (ولماذا لا يكون هذا الشرف لعبد الناصر نفسه أن يستمع إلى القرآن بصوت محمد صديق المنشاوي؟) ورفض أن يلبي الدعوة قائلاً:(لقد أخطأ عبد الناصر حين أرسل إلي أسوأ رسله).

محاولة قتله بالسم

روى الشيخ لبعض المقربين منه عندما حاول بعض الحاقدين عليه قتله بالسم عندما دعاه للعشاء بعد إحدى سهراته (أي تلاوة ليلية) وأوصى الطباخ بأن يضع له السم في الطعام ولكن الطباخ أخبر الشيخ وطلب منه ألا يفشي سره وأنجى الله الشيخ من المكيدة.

وقد حكى بنفسه أنه كان مدعواً في إحدى السهرات عام 1963م وبعد الانتهاء من السهرة دعاه صاحبها لتناول الطعام مع أهل بيته على سبيل البركة ولكنه رفض فأرسل صاحب إليه بعضاً من أهله يلحون عليه فوافق وقبل أن يبدأ في تناول ما قدم إليه من طعام أقترب منه الطباخ وهو يرتجف من شدة الخوف وهمس في إذنه قائلاً: يا شيخ محمد سأطلعك على أمر خطير وأرجو ألا تفضح أمري فينقطع عيشي في هذا البيت فسأله عما به فقال: أوصاني أحد الأشخاص بأن أضع لك السم في طعامك فوضعته في طبق سيقدم إليك بعد قليل فلا تقترب من هذا الطبق أو تأكل منه، وقد استيقظ ضميري وجئت لأحذرك لأني لا أستطيع عدم تقديمه إليك فأصحاب السهرة أوصوني بتقديمه إليك خصيصاً تكريماً لك، وهم لا يعلمون ما فيه ولكن فلان – ولم يذكر الشيخ اسمه – أعطاني مبلغاً من المال لأدس لك السم في هذا الطبق دون علم أصحاب السهرة ففعلت فأرجوا ألا تبوح بذلك فينفضح أمري… ولما تم وضع الطبق المنقوع في السم عرفه الشيخ كما وصفه له الطباخ وادعى الشيخ بعض الإعياء امامهم ولكنهم أقسموا عليه فأخذ كسرة خبز كانت أمامه قائلاً: هذا يبر يمينكم ثم تركهم وانصرف.

وفاته

في عام 1966 أصيب الشيخ محمد صديق بمرض دوالي المريء ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى رحل عن الدنيا في يوم الجمعة 5 ربيع الثاني 1389 هـ، الموافق 20 يونيو 1969م.