التخطي إلى المحتوى
“عيد الحب”.. بدأ بجريمة قتل وتحول إلى مناسبة سعيدة ..

يوافق اليوم الذكرى 1751على خروج فكرة الاحتفال بعيد الحب العالمي، أي منذ قتل القديس “فالانتين” عام 269 بعد الميلاد، بأمر من الإمبراطور الروماني في نفس اليوم الذي يتم الاحتفال بعيد الحب.

قصة عيد الحب
تبدأ القصة عندما أصدر الامبراطور الروماني “كلوديس الثاني”، في القرن الثاني الميلادي، أمره بمنع زواج الشباب ظنا منه أن هذا القرار من شأنه أن يصرف الشباب إلى الالتحاق بالجيش وأن يبلوا بلاء حسنا في الحروب، فالمتزوجون لا يؤدون مهامهم بقدر ما يؤديها العزاب.

وبعد أن أصدر الامبراطور قراره بمنع الزواج، رفض أحد القساوسة ويدعى “فالانتين” هذا القرار، وكان يقوم بتزويج الشباب سرا، وعندما علم الإمبراطور بذلك أمر باعتقال القسيس “فالانتين” وزج به في السجن، ولكن كان الحب أقوى من قرار الامبراطور، فحدث أن أحب القسيس فالانتين ابنة سجانه الكفيفة، فتزوج منها وساعدها على الشفاء من مرضها، فتم تنفيذ حكم الإعدام فيه يوم الرابع عشر من فبراير عام 269 ميلاديا، مودعا زوجته بأول بطاقة لعيد الحب قال فيها “من المخلص لك فالانتين”.

ومنذ ذلك الوقت أصبح هذا اليوم عيدا عالميا للعشاق يتبادلون فيه الهدايا، مثل الرسائل والورد باعتبارها الأقرب للقلوب، لكن هذه القصة لا تعني أن الاحتفال بالحب لم يكن موجودا من قبله، فقد عرف قدماء المصريين الحب، ومثلث الإله حتحور رمزا للحب عند الفراعنة.

واختلفت طرق الاحتفال بعيد الحب مع تغير الزمان والمكان، فمن عصور القصائد والأساطير، للجوابات المحملة بالأشواق، والاتصالات الهاتفية على هاتف المنزل، وحتى عصر الهاتف المحمول وكبائن الميناتل، وصولا لعصر الإنترنت وغرف الدردشة، وحتى ثورة السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي، التي فرضت على الحب قواعد جديدة، ورسمت له أطر مختلفة لم تكن محسوبة من قبل.

اقتصاد “عيد الحب”
ومع هذه الاختلافات، فلا يزال عيد الحب يتصدر قائمة أكثر المناسبات التي يحرص المصريون على الاحتفال بها، حيث كشفت دراسة حديثة أجريت في أكثر من 53 دولة حول العالم عن نمو ما يسمى بـ “اقتصاد الحب”، بمعدل 5 أضعاف مقارنة بنمو الاقتصاد العالمي، لترتفع نسبة الإنفاق خلال عيد الحب بنسبة 17% منذ عام 2017، كما ارتفع حجم الإنفاق خلال عيد الحب في مصر بنسبة 37% منذ عام 2017.

وأوضحت الدراسة أن المصريين ينفقون بسخاء خلال عيد الحب أكثر من أي وقت آخر، وذلك بالنظر إلى إجمالي المعاملات بواسطة بطاقات “ماستر كارد” في الفترة التي سبقت يوم عيد الحب، والتي ارتفعت بنسبة 46% على مدى السنوات الثلاثة الماضية، لتصل إلى أكثر من 12 مليون دولار بما يعادل نحو 188 مليون و880 ألف جنيه مصري، وذلك وفقا لمؤشر “ماستركارد السنوي للحب”.

وأضافت الدراسة، أن التوجه نحو إهداء تجارب مميزة تفوق على الهدايا التقليدية مثل الزهور والمجوهرات، على الرغم من أن المبالغ التي تم إنفاقها على الزهور ارتفع بنسبة 115% مقارنة بالعام الماضي، كما ارتفع معدل الإنفاق على المجوهرات بنسبة 92% مقارنة بالسنوات الثلاثة الماضية، وبالرغم من ذلك ارتفع حجم الإنفاق على حجوزات الفنادق بنسبة 43% خلال عام 2019، كما وصل معدل الإنفاق على الرحلات خلال العام الماضي إلى 4 ملايين دولار.

كما كشفت أن بطاقات عيد الحب التقليدية، لا تزال تحظي بشعبية بين المصريين، حيث ارتفع معدل شرائها بنسبة 85% خلال عام 2019، ويبقى الطعام من أهم الوسائل لكسب القلوب في هذا اليوم، فأشارت الدراسة إلى زيادة الإنفاق في المطاعم، وارتفع إجمالي الإنفاق بنسبة 86% إلى أكثر من 700 ألف دولار في عام 2019.

الحب للجميع
وأجمع خبراء علم الاجتماع والنفس على أن عيد الحب غير مخصص للمحبين والشباب فقط، بل إنه لجميع الفئات حول العالم، وأنه تم تخصيص ذلك اليوم لنشر المحبة والسلام بين جميع أفراد المجتمع وحب الوطن، مؤكدين أن الشعب المصري شعب رومانسي بالفطرة.

“زهرة الحب يشمها الجميع وليس المحبون فقط، فعيد الحب ليس للمرتبطين أو الشباب فقط، كما أصبح الحال في الوقت الحالي، بل هو لجميع أفراد المجتمع والأسر والجيران، وجميع أشكال الحب المختلفة، لتحريك المخزون المدفون من العواطف النبيلة، هذا ما أكده الدكتور علاء الغندور استشاري العلاج النفسي.

شعب رومانسي بالفطرة
ويضيف أن الاستعمار الغربي وضع داخل المصريين فيروسات عدم الحب بالشكل الذي يجعل النقاء الفطري الطبيعي مغيبًا أو مدفونًا واستبداله بفيروسات الأنا الأنانية، ونظرية الشك والمؤامرة بين طرفي المعادلة “الرجل والمرأة”، بالرغم من أن الشعب المصري هو شعب رومانسي بالفطرة ويتميز بالشهامة والإنسانية والترحاب، كما وضع حجابًا حاجزًا حتى لا تراه البصيرة.

ويؤكد “الغندور”، أن الشعب المصري هو عنصر ذهبي، ولكن الاستعمار غطى على ذلك بالتراب الكثيف؛ حتى ينسى أنه عنصر من الذهب، منوهًا أنه علينا إزالة هذا التراب ثم غسيل الذهب الذي بداخلنا حتى يبرق ويشع ويزهر المعدن الحقيقي، مما يجعل الإنسان يستطيع التعبير عن مشاعره النبيلة فيعطي الحب بسعادة ويتلقى الحب بسعادة، يعطي بلا حدود ويتلقى بلا حدود، ولن يتوقف العطاء على المشاعر الرومانسية فقط، بل كل أنواع المشاعر النبيلة.